ما الذي حدث لبوتين بالضبط في دونيتسك - Elegant Writer

Breaking

الخميس، 5 يناير 2023

ما الذي حدث لبوتين بالضبط في دونيتسك


ما الذي حدث لبوتين بالضبط في دونيتسك

ما الذي حدث لبوتين بالضبط في دونيتسك .. كم العدد بالضبط 400 ام 136 أم 78 .. أياُ كان الرقم الصحيح لعدد الضحايا الذين سقطوا دفعةً واحدة في هذه المنطقة الجغرافية التي يسيطر عليها الجيش الروسي الا أن الدرس قاس للغاية .. لم يحدث مثل هذا الذي حدث للقوات الروسية منذ أن قرر بوتين دخول اوكرانيا ..

وكما تعددت الروايات حول الارقام .. تعددت أيضاً الروايات حول الاسباب فالرواية الروسية تقول بأن السبب هو الهواتف النقالة للجنود التي رصدتها الاستخبارات الغربية أو الأوكرانية فحددت أماكن تواجد ذلك الحشد العسكري الروسي .. رواية أخرى تقول أن السبب هو بلاغات من أهالي المنطقة التي تتواجد فيها القوات الروسية .. رواية أخرى تقول بأن الأقمار الصناعية الامريكية والغربية هي التي قدمت معلومات لوجستية لقيادة الجيش الأوكراني عن تواجد ذلك الحشد العسكري الروسي .. لا شك ان الحقيقة لا تظهر كلها في مثل هكذا أوضاع حيث تختلط الحرب الاعلامية بالحرب العسكرية ، ويحاول كل طرف الترويج والتصريح بما يخدم وضعه العسكري على الأرض .. لكن ما يمكن استنتاجه أن خسارة غير مسبوقة قد حدثت بالفعل في صفوف الجيش الروسي وقد أقر بها الكرملين .. وبدأ ضغطاً من نوع آخر على القيادة الروسية من داخل المجتمع الروسي نفسه بتصاعد المعارضة ضد هذا التدخل ، وأعتبر محللين روس أن ما حدث ناتج عن خلل أو فشل في قيادة العمليات العسكرية الروسية في  أوكرانيا ..

أياً كانت الارقام وأيا كانت الاسباب الا أن النتيجة واحدة هي خسارة فادحة في صفوف القوات الروسية ، ودرس قاس أنهت به القوات الاوكرانية العام 2023 ، انه الدرس الذي يضاف الى سجل الصمود الأوكراني على مدى أكثر من عام أمام الجيش الروسي المصنف عالمياً أكبر جيش عدةً وعتاداً في العالم ..

ولا يمل المحللين العسكرين والمسئولين الروس من التأكيد مراراً على أنهم لا يحاربون أوكرانيا وانما الحرب هي بين روسيا والغرب ـ الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ـ ، وبين وقت وآخر يلوح الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي في حالات عديدة ..

أكثر من عام مر ، والأزمة الأوكرانية التي تحولت الى أزمة عالمية ألقت بضلالها على الطاقة فأحدثت أزمة طاقة جعلت شعوب اوروبا تعيش حالة البرد القارس وشتاء قاس .. فكرت لأول مرة في البحث عن بدائل للغاز الروسي الذي كان هو مصدر دفء لشعوبها واقتصاداتها ..

لم يكن الطقس بارداً كما حدث في هذا الشتاء الذي تزامن مع عواصف ثلجية جمدت السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية تغير مناخي بحجم الكارثة لا يحدث الا بين جيل وجيل .. لكنه حدث في هذه الآونة التي تعيش فيها شعوب أوروبا أزمة البرد القارس بفعل غياب الغاز الروسي .. اذن دول الناتو تتقاسم تكاليف الحرب وفي الوقت ذاته تتقاسم نتائجها وليس ذلك فحسب لكنها تتقاسم البرد القارس وكوارث التغيرات المناخية .. فضلاً عن الأزمات الاقتصادية التي القت بظلالها على الاقتصادالعالمي برمته وما أسفر عنها من اقدام شركات التكنولوجيا الرقمية على تسريح مئات الآلاف من موظفيها .. انها الأزمة الأوكرانية التي جاءت مباشرةً ازمة فيروس كورونا الذي لا تزال العديد من المقاطعات الصينية تعيشها ولو لم يكن الفيروس بنفس تلك الحدة التي كانت في بداية ظهوره في أوهان ..

ومع دخول العالم العام الجديد 2023 بجسد منهك بفعل الفيروس وبفعل الأزمات والحروب ... ماذا بعد ؟؟ هل يتكيف الكبار قبل الصغار في هذا العالم .. أم انها السقوط التدريجي ... أم  ترتفع مستويات المناعة عند الجميع في مواجهة صدمات المستقبل الغامض ... وماذا عن احتمالات المواجهة النووية .... وتظل التوقعات مفتوحة على كل السيناريوهات ...

 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق